کد مطلب:241033 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:117

من لم یخف الله فی القلیل لم یخف الله فی الکثیر
روی الصدوق من كلامه علیه السلام المشهور: «الصغائر من الذنوب طرق إلی الكبائر [1] و من لم یخفف الله فی القلیل لم یخفف الله فی الكثیر...». [2] .

إذا فقد الإنسان ملكة التقوی تمرد علی سیده و خالقه فی كل شی ء سواء أكان قلیلا أو كثیرا و سهل عنده الذنب و لم یتعاظمه تعاطیه و كأنه ذباب مر علی خیشومه و أما المؤمن فالذنب عنده عظیم كأنه صخرة تقع علیه كما جاء فی المثل النبوی: «كأنه تحت صخرة یخاف أن تقع علیه». [3] فیما رواه الشیخ الطوسی بسنده عنه - صلی الله علیه و آله - «یا أباذر إن المؤمن لیری ذنبه كأنه تحت صخرة یخاف أن تقع علیه، و الكافرین ذنبه كأنه ذباب مر علی أنفه» [4] .

و النبوی و إن كان ناظرا إلی المؤمن و الكافر إلا أن الآثار و الأوصاف تتبع الملاكات و العلل؛ فالذی لم یخف الله عزوجل سواء أكان كافرا أو مؤمنا یشتركان فی هذه الظاهرة الوجدانیة، و فی الملازمة بین عدم الخوف من الله تعالی فی القلة و الكثرة إذ الملاك لعدم الخوف فی قلیل الذنب هو التمرد علی الله عزوجل و فی كثیره بالطریق الأولی كالبخیل بما لایملك كان بخیلا بما یملكه كذلك، كما فی المثل السائر:

«قبل النفاس كنت مصفرة» یضرب للبخیل یعتل بالإعدام و هو مع الإثراء كان بخیلا. [5] .

یرید قبل أن تكون المرأة نفساء مصفرة الوجه لقلة دمها فعند النفاس أولی بإصفرار وجهها لقذف الدم عادة،

و یماثله المثل الآخر: «قبل البكاء كان وجهك عابسا» یضرب لمن یكون



[ صفحه 455]



العبوس له خلقة و یضرب للبخیل یعتدل بالإعسار و قد كان فی الیسار مانعا. [6] .

و لعل قوله تعالی: «و من كان فی هذه أعمی فهو فی الآخرة أعمی و أضل سبیلا». [7] إذ المناسبة الأولویة بین العمی الدنیوی و الأخروی ظاهرة و لاینافی ذلك أن الثانی مسبب عن الأول و إنما ذكرنا الآیة لاحتمال انطباقها علی المقام.

كیف كان إن الخوف من الله معناه إدراك العظمة المطلقة المانع لترك التأدب، و قد فسرت آیة «و أما من خاف مقام ربه و نهی النفس عن الهوی - فإن الجنة هی المأوی». [8] بالعبد إذا وقف علی معصیة الله و قدر علیها ثم تركها مخافة الله و انتهی عنها فمكافأته الجنة. و الصادقی: «من علم أن الله یراه و یسمع ما یقول و یفعل، و یعلم ما یعمله من خیر أو شر فیحجزه ذلك عن القبیح من الأعمال فذلك الذی خاف مقام ربه» [9] .

و لایكون ذلك إلا عند إدراك العبد العظمة المطلقة فیحمله علی ترك القبیح و یقابله الجاهل غیر الخائف لافی قلیل الذنب و لاكثیره.



[ صفحه 456]




[1] حرف الصاد مع الغين من الحكم.

[2] عيون الأخبار 178:2.

[3] الأمثال النبوية 33:2، رقم المثل 360 حرف الكاف مع الهمزة.

[4] الأمالي 140:2، مجموعة و رام 50:2.

[5] مجمع الأمثال 92:2، حرف القاف.

[6] المصدر.

[7] الإسراء: 72.

[8] النازعات: 41 - 40.

[9] تفسير الصافي 786:2.

و لايخفي أن الخشية و الخوف ثمرة العلم بالله عزوجل التي يفقدها الجاهل غير الخائف. قال عز من قائل: «إنما يخشي الله من عباده العلمؤا» فاطر: 28. و مفهمومه أن غير العالم لايخشي.